بالصور| "فاروق مصر" موقع إلكتروني يحكي قصة الملك مع "أطلال البهوات"
الملك فاروق
مشهد درامي يتشكل في مخيلة كل من يستمع إلى عبارة "لا مستقبل لمن لا يعرف تاريخه"، وترتسم ملامح شخص كهل، نصّب نفسه مُنظّرًا، يجلس بأريحية على كرسيه الخشبي، قابضًا بيديه على صفحات إحدى الجرائد "الحكومية" .. وحتى تُستكمل الحبكة الدرامية يجب أن يرتدي نظارة "كعب كبّاية".
مشهد كافٍ جدًا لصم الآذان عمّا يقوله هذا الشخص، من باب أنه شخص "يستعرض معلوماته"، ولكن ربما تتغير النظرة عندما تجد شخصًا آخر في مقتبل الأربعين من عمره، يسعى في محاولة "بسيطة"، كما يصفها، لدعوة أبناء جيله والأجيال التالية إلى إعادة قراءة التاريخ، خاصة التاريخ الملك فاروق، باعتباره فترة فاصلة في تاريخ مصر الحديث، مستعينًا بكل أدوات الجذب التي يوفرها "الإنترنت".
سبع سنوات هي عمر الفكرة التي راودت "عمرو أبوسيف"، الحاصل على بكالوريوس تجارة، ربما لنشأته بين عائلة مرتبطة، خاصة كبار السن منها، بالعهد الملكي، ومعاصرته شخصيًا لبقايا أو "أطلال" بهوات هذه المرحلة، كما يصفهم.
هذه الأمور، وربما غيرها، دفعته لأن يُنشئ موقعًا إلكترونيًا يحمل اسم "الملك فاروق الأول - فاروق مصر"، متخذًا منه مدخلاً لتناول تاريخ العائلة العلوية، مرفق بصور توضيحية لكل ما يتعلق بتلك الحقبة التاريخية.
وعن اختياره لتاريخ "فاروق" بوجه خاص يرى عمرو أن ذلك يعود لكون فاروق هو آخر ملوك مصر، وبتنازله عن العرش بعد قيام ثورة يوليو 1952، انتقل نظام الحكم فعليًا في مصر من النظام الملكي إلى النظام الجمهوري، لذلك فهو يعتبر نقطة فاصلة في تاريخ مصر الحديث، كما أنه تعرض لنقد شديد لم يتعرض له أي حاكم آخر من حكام أسرة محمد علي، وتحمّل كل أخطاء مَن سبقوه من حكام الأسرة، بالإضافة إلى تجمّع ظروف كثيرة ضده، وظروف أحاطت به رغمًا عنه، وظروف صنعها هو بنفسه.
قُسّم موقع "الملك فاروق الأول - فاروق مصر"، والذي يتصدره صورة لفاروق أسفل منها توقيع فعلي له مأخوذ من إحدى المخطوطات، إلى 33 قسمًا، تتكامل مع بعضها لتحكي بالشرح المبسط تاريخ العائلة العلوية.
كما يوجد بالقسم أقسام للوحات والتماثيل الملكية بالصور، ومعها نبذات عنها، وكذلك صور للمطبوعات البريدية وقتها، وأفلام وثائقية نادرة لهذه الحقبة في شكلها السياسي والاجتماعي وتطوراتها، مثل تسجيل لأغنية "مبروك على سموّك وسموّه"، التي كتبها الشاعر أحمد رامي ولحنها رياض السنباطي وغنتها أم كلثوم، بمناسبة زفاف الأميرة فوزية، شقيقة الملك فاروق، على الأمير محمد رضا بهلوي، ولي عهد إيران، وتسجيل آخر نادر للشيخ مصطفى إسماعيل في قصر رأس التين، بحضور الملك فاروق بمناسبة احتفالات ليلة القدر سنة 1947، وغيرها من الوثائق التسجيلية النادرة.
"كل ما أردته هو أن يعيد الشباب قراءة تاريخهم، وأرفض إقحامي في السياسة واتهامي بأنني أدعو لعودة الملكية أو عودة القديم، هي قصة تاريخية بحتة، أقدمها لإعادة قراءة التاريخ فقط"..
كلمات اختارها "عمرو" بعناية في حديثه "للوطن" حتى يُنحي الأفكار الخاطئة التي تشوب هدفه الرئيسي جانبًا، ليؤكد على هدفه الرئيسي بتوضيح حقبة زمنية لم يعاصرها، ويعرضها بكل ما فيها من ميزات وسيئات، مكتفيًا بمحاولته الشخصية لتصميم موقع يليق بالشكل الملكي، متفردًا ومختلفًا عن غيره من الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" التي تعرض صورًا لمصر زمان، وذلك بأن يُخصص وجهته لفترة بعينها، ليعتبرها محاولة جيدة لا مرجعًا تاريخيًا، ذلك هو ما دعا "عمرو" أن يكتب في "مقدمة الموقع" بأنه انتهج في عرضه لتلك الشخصية بألا يدخل في تحليلات عميقة، "بل ترك ذلك للمتخصصين ومؤرخي التاريخ، بمعنى أن الموقع لا يعتبر مرجعًا تاريخيًا، بل هو كما سبق وذكرت يعطي فكرة بسيطة عنها، ومَن يريد أن يستزيد فعليه بالبحث والتدقيق".
استمد "عمرو" المعلومات الموجودة في الموقع من الكتب العديدة التي تناولت هذه الفترة، إلى جانب إنشائه "جروب" وصفحة على "الفيس بوك" تخطى متابعوها الثلاثمائة ألف متابع، يستقبل من خلالها مشاركات الأعضاء بالصور والمعلومات الموثقة والنادرة.
مجموعة من الوثائق التاريخية النادرة الخاصة بالملك فاروق
المصدر : الوطن
0 التعليقات:
إرسال تعليق